أكيتو

From ChaldeanWiki
Revision as of 09:14, 31 March 2019 by Chaldean (Talk | contribs)

Jump to: navigation, search

أكيتو رأس السنة الكلدانية / البابلية ٥٣٠٠ ق.م

أكيتو رأس السنة الكلدانية / البابلية 7319


يعود الإحتفال برأس السنة الرافدية في الأول من نيسان إلى السلالة البابلية الأولى ، أي إلى مطلع الألف الثاني قبل الميلاد ، إذ تم على عهد هذه السلالة العمورية التي تنحدر عن الكلدان الأوائل ترتيب حلقات الحياة بشكلها شبه النهائي في حياة سكان بلاد ما بين النهرين سواء من الناحية الدينية أو الإقتصادية أو الإجتماعية ، أما قبل ذلك التاريخ فكان الإحتفال بأكيتو - Akitu - أو كما يسمى بالسومرية أكيتي - Akiti - يمثل أحد مناسبتين رئيستين (أكيتو وزاكموك) ، كان الوسط جنوبيون يحتفلون بهما منذ عهد الكلدان الأوائل في أريدو ٥٣٠٠ ق.م ، وكان هذين الإحتفالين يتميزان بأهمية خاصة في كيش وأور وأوروك في فترة ما قبل الهجرة السومرية حتى نهاية العهد السومري الحديث ٢١١٢ - ٢٠٠٤ ق.م ، وكانت أور ممثلة بإلهها ننار - Nannar - تلعب دوراً رئيساً في هذه الإحتفالات ، وبخاصة في عهد سلالة أور الثالثة . وبديهي أن الرافدين الوسط جنوبيين القدماء من الكلدان الأوائل والسومريين كانوا قد أعتمدوا الإعتدال الخريفي زاكموك - Zagmuk - الذي يتم فيه جني التمور كبداية للسنة مع احتفالهم بكلا الاعتدالين الربيعي والخريفي بذات القوة والأهمية ، لكن بداية السنة وهي الترجمة الحرفية للكلمة السومرية (زاكموك) الذي تبناه السومريون كانت طقوسه تتركز حول قدسية شجرة النخيل وممارسة شعائر الخصب والتجدد / الزواج المقدس - -Hashadu ممثلة في العهد البابلي بمردوخ - Mardukh - الإله الوطني للبابليين وزوجته صربانيتم Sarpanitum- - اللذين يمثلهما على الأرض الملك البابلي وكاهنة المعبد العليا -السيدة الإلهية- إينتوم - . -Entum والحقيقة فإن الأسم أكيتو مشتق عن تسمية قديمة جداً هي آكيتي شي كور كو - - á-ki-ti še-gur10-ku5- وهو عيد جز الصوف الذي كان يحتفل به منذ القديم في الفترة ما بين شهري آذار ونيسان ، وكان يعني عند العامة أيضاَ رأس السنة الجديدة وبخاصة في العهد قبل السرجوني (شروكين الكبير) ، حيث كان يحتفل به كما يثبت لنا ذلك نص لوح وصلنا من كرسو - Girsu - في مدينة أور الكلدان أولاً ، ثم بعد إنتهاء الإحتفالات الرسمية يحتفل به في مدينة نيبور ، ولكن مع عودة هيمنة العموريين المنحدرين عن الكلدان الأوائل لازمته صفة (عيد بداية السنة) أي رأس السنة وبالبابلية القديمة - Resh Shattim - ، فصار أكيتو الإحتفال الرسمي الوحيد الخاصبرأس السنة الجديدة .

Akitu Chaldean Year 7319
Chaldean King and Princess of Ur

وقد أنفرد البابليون بممارسة طقوس الأحتفال بعيد رأس السنة البابلية (أكيتو) في الأول من شهر نيسان من كل عام ، فيما كان الإحتفال بهذه المناسبة يتم في المناطق الأخرى من وادي الرافدين وخاصة في إقليم الشمال شوبارو / آشور في تواريخ لاحقة . وبديهي أن الإله مردوخ كان هو محور الإحتفال بعيد أكيتو سواء كان ذلك في بابل التي كانت هيّ المدينة الأولى التي يحتفل بها بهذه المناسبة المهمة أو في المدن الأخرى ، ولكن بعد دمار بابل على يد الملك الآشوري سنحاريب عام ٦٨٩ ق.م توقفت الإحتفالات العظيمة في بابل ، فقام سنحاريب بالإحتفال بعيد أكيتو في عاصمته نينوى جاعلاً الإله الشوباري الأصل آشور يلعب الدور الرئيس في الإحتفالات ، فأنقلب عليه أهل بيته وتمكن أحد أبنائه من قتله ، وهنا قام أبنه أسرحدون عن نية حسنة أو بناءً على رغبة والدته الكلدانية نقية / زاكوتو باللغة البابلية - Naqia / Zakutu - بإعادة تعمير بابل ، وإعادة طقوس مراسيم الإحتفال بكبير آلهة العراق القديم مردوخ ، ويعتبر قمبيز الثاني - Cambyses II - أبن كورش الثاني - Cyrus II - آخر ملك قام بمراسيم أخذ يد الإله مردوخ في بابل عام ٥٢٩ ق.م ، وذلك قبل تدمير زقورة بابل ومعبد الإيساكيلا في عام ٤٨٢ ق.م في عهد الملك الأخميني أحشويرش الأول Artaxerxes I- - ، لكن الإحتفال بعيد أكيتو بقي مستمراً في الإقليم البابلي بحسب الوثائق التي جاءتنا من مدينة أوروك حتى منتصف القرن الثاني ق.م .

والحق فإنه منذ العهد البابلي القديم كانت جميع الأنظار تتطلع في الأول من نيسان من كل عام صوب بابل - Bâbel - العاصمة الرسمية للبلاد ، حيث كانت تجرى فيها الاحتفالات الباذخة وسط تجمعات بشرية هائلة تحج إليها من كل أنحاء البلاد الرافدية القديمة وبضمنها الأحواز والشريط البحري الممتد حتى قطرايا ومنطقة الفرات الأعلى وصولاً إلى حران . وكانت الإحتفالات تجرى على مرحلتين وفي موقعين مختلفين هما معبد الإله الأعظم مردوخ إي ساك إيلا - E sag ila - أي المعبد المرفوع الرأس في زقورة بابل الشهيرة المعروفة بأسم إيه تيمن آن كي - E-temen-an-ki - أي بيت أسس السماء والأرض ، أما الموقع الآخر فهو المعبد المعروف بأسم بيت أكيتو ( Bith Akitu ) الذي يقع خارج أسوار المدينة من جهة الشمال ، وجدير بالذكر أنه منذ مطلع الألف الأول قبل الميلاد عمد البابليون إلى تحاشي مناداة الإله مردوخ بأسمه المجرد بسبب سطوته الإلهية وهيبته في نفوس المؤمنين ، وبدلاً من ذلك راحوا يستخدمون أثناء ذكرهم له صفته الرمزية إيلو بعل أي (السيد الإله) المشابهة لما أعتمده كتبة العهد القديم في إستخدامهم لعبارة (الرب الإله) كصفة لإيلوهيم / ألله العبراني . يبدأ عيد رأس السنة الجديدة أكيتو في اليوم الأول من شهر نيسان ويستمر لمدة أحد عشر يوماً . وتخصصالأيام الثمانية الأولى لممارسات التكفير عن الذنوب ولا يسمح لغير كهنة القداديس الإحتفالية الأوريكالو - Urigallu - بالإقامة في معبد الإيساكيلا الذي يعلو كما قلنا برج بابل المسمى إيتيمناكي ، حيث تقام الصلوات وتنشد التراتيل ، وفي اليوم الرابع يفتتح الإحتفال جماهيرياً ويعلن الكاهن الأعلى للإيساكيلا الشيشكالو - Sheshgallu - بدء المراسيم الإحتفالية للسنة الجديدة على مستوى العامة ، مبتدئين بالتلاوة الشعرية لأسطورة الخليقة البابلية الإينمو إيليش - Enûma elish - التي تعني عندما في العلى ، وذلك من قبل كاهن القداديس الإحتفالية الأوريكالو مصحوباً بكادر من الممثلات والممثلين الذين يقومون بتمثيل تفاصيل الملحمة وما تزال هذه التمثيليات الشعبية تشاهد في تمثيل (تشابيه) معركة الطف من قبل أبناء الطائفة الجعفرية الذين ينحدر معظمهم عن البابليين الكلدان . وبعد الإنتهاء من تلاوة الأسطورة يمضي الملك إلى معبد إله الكتابة وأبن الإله مردوخ الإله نابو - Nabû - ليستلم الصولجان المقدس من الكاهن الأعلى الشيشكالو - ، -Sheshgallu بعدئذ يسافر الملك إلى مدينة بورسيبا - Borsippa - مدينة الإله نابو التي تبعد سبعة عشر كيلومتراً عن بابل ، حيث يقضي هنالك ليلته في معبد إله المدينة المقدس من البابليين والآشوريين على حد سواء (رسخت شميرام الكلدانية عبادته في آشور) ، وهنا يقوم الشيشكالو بتلاوة أسطورة الخلق في بيت السنة الجديدة (بيث أكيتو) ، إن المغزى من زيارة الملك لمعبد الإله نابو هو لمساعدته في إخراج مردوخ من عالم الظلمة الكونية التي يعتقد أنها في العالم السفلي (كور) - Kur - أو كما يسمى أرصت لاداري (أرضاللاعودة) - Irsit lâ dâri - أو أرصيتو ناشه شيبلاتي بمعنى أرضالناس السفليون - . -Irsitu Nashe Shaplâti وفي اليوم التالي (الخامس) يعود الملك بصحبة تمثال نابو الذي يتركه عند البوابة الجنوبية الغربية المسماة بوابة أوراش - Urash gate - ، ثم يقوم الملك بعدئذ بالتخلي عن شارت ملوكيته وهي الصولجان والحلقة والسيف أمام بوابة معبد الإيساكيلا ، وبعد سلسلة من الطقوس تعاد له شاراته تلك بعد تطهيره وتطهيرها بالماء المقدس ، ثم يعاد تثبيته كملك على البلاد لكي يستطيع أن يدخل المعبد (طاهراً) لغرضأكمال الطقوس الإحتفالية ، فيما يكرس بقية اليوم الخامس لطقوس التطهير التي يقوم بها كاهن المشماشو وذلك بنحر كبش ومسح جدران المعبد شكلياً بدمه ثم إلقاء رأسه في النهر على أساس أن كبش الفداء هذا سيأخذ معه كل آثام السنة المنصرمة . وهنالك طقس يقوم به الملك في عصر اليوم الخامس أيضاً بصحبة الشيشكالو تكون مادة هذا الطقس شعائر أساسها ثور وحشي أبيض اللون ، وفي غضون ذلك يكون الأهالي في حالة من قصوى من الأهتياج وبخاصة بعد أن تمر عربة مردوخ في الشوارع دون سائقها كدلالة على الفوضى والعماء الكوني قبل تنظيمه من قبل مردوخ . وفي اليوم السابع ينظف تمثال كبير الآلهة مردوخ ويكسى بثوب جديد كما تنظف بقية تماثيل الآلهة وتكسى أيضاَ بثياب جديدة ، ثم يقوم نابو بزيارة الإله المحارب ننورتا - Ninurta - في معبده حيث يقومان سوية بالتغلب على إلهين من آلهة العماء في تمثيلية طقسية يدحر فيها تمثالي نابو وننورتا تمثالين ذهبيين رمزيين ، ثم يمضي بهما الكهنة إلى معبد الإيساكيلا لينضما إلى تمثال كبير الآلهة ، وفي غضون اليومين التاليين تصل بابل تباعاً آلهة أور وسيبار وكوثا وكيش وأوروك ونيبور والمدن الأخرى قادمة عن طريق البرأو بواسطة النهر في سفن خاصة توضع داخل المدينة على عربات تجرها الخيول ، وفي اليوم الثامن يبعث مردوخ من جديد فتتصاعد حدة الإحتفالات إلى ذروتها بعد اخراج الآلهة من غرفها وعرضها على الشعب في طقوس يراد منها تأكيد ولاء بقية الآلهة لإله بابل الرسمي وإلإله الأعلى لوادي الرافدين القديم ، ويتم هذا الطقس بواسطة تدخل الملك ، حيث يدخل الملك إلى ضريح الإله ويأخذ بيده ويضعه في الباحة الرئيسة للإيساكيلا ، فتتقدم كل آلهة البلدان لمنحه السلطة المطلقة عبر تنازلها له عن صفاتها الإلهية وترديد أسماء مردوخ المركبة الخمسين . يتلو بعدها (ممثل البرلمان) الخطة المزمع تنفيذها في السنة الجديدة والتي تشبه إلى حد بعيد ما يقوم به اليوم رئيس الولايات المتحدة عند إلقائه لخطاب الاتحاد السنوي - State of Union - ولكنها هنا تكون مشفوعة بالتمنيات والدعاءات بسنة خير وسلام ونجاح . بعدئذ يقوم الملك بقيادة عربة الإله مردوخ الوهاجة بالذهب والفضة تتبعها عربات بقية الآلهة لتطوف شارع الموكب وسط روائح البخور المتصاعدة متوجهينصوب النهر ترافقهم أصوات المغنين والموسيقيين بينما يركع الناس تعبداً لدى مرور الموكب ، أخيراً يترك الموكب بابل متوجهاً صوب معبد بيت الأكيتو وبعد سفرة قصيرة على جانب الفرات يصل الموكب إلى بيت الأكيتو الضاج بالنباتات والزهور حيث يقوم الملك بمرافقة تمثال الإله وإدخاله بنفسه إلى داخل بيت الأكيتو ، فترتل الأناشيد الطقسية ومن بينها تلك المخصصة لإلهة الجنس والحرب عشتار ، وكذلك الأناشيد التي تخص الإله أيا والد مردوخ وحامي مدينة أريدو عاصمة الكلدان الأوائل ، فيما تتعلق الانشودة الأخيرة بتساؤلات بقية الآلهة عن مبرر تركهم لمعابدهم ، ثم يتوصلون إلى ضرورة تواجدهم مع مردوخ في هذه المناسبة الهامة ، ثم تجرى بعض مراسيم التضحيات (القرابين) كما تجرى طقوس الزواج المقدس Hashadu- - خلال اليومين التاسع والعاشر وذلك في الموقع الخاصمن المعبد الذي يطلق عليه تسمية كيكونو - Gigunu - أو الكاكوم - Gagum - وهيّ مقصورة الكاهنة العليا . وفي اليوم الأخير يتم في معبد الإيساكيلا ترديد الدعاءات والتمنيات للسنة الجديدة ثانية بحضور كافة الآلهة المشاركة في الموكب ، بعدئذ تختتم الأحتفالات بوليمة عامة باذخة لجميع سكان بابل والحجاج القادمين من المدن الأخرى تصاحب هذه الوليمة الموسيقى والتراتيل وكل تعابير الفرح الأخرى ويشارك في إحياء هذه الإحتفالات : الأسطال وهو الموسيقي - -Astalu الحبو وهو الدرويش أومؤدي الرقصات الدينية - -Huppu الأسينو وهو الصبي المعين - -Assinnu القابستو وهو منظم الأدوار - -Qapistu القوالو وهم المرددون أي القوالون - -Qulu u الكور كارو وهوالراثي وهو من الخدام الدينيين - -Kur garru الموباب بيلو وهو المضحك البهلول - -Mubabbilu الموميلو والموميلتو وهما الممثل والممثلة - -Mummelu Mummeltu المصطابسو وهو المصارع - -Mustapsu الزميرو وهم المزمرون - -Zammeru وفي اليوم الثاني عشرتبدأ تماثيل الآلهة التي وعدت بحماية بابل وتدعيم ركائز الحكم وتلطفها بالسكان بالعودة إلى معابدها ويكون تمثال نابو هو أول من يغادر بابل تتبعه تماثيل بقية الآلهة ، وهكذا يعود الكهنة إلى معابدهم والحياة إلى مجراها الطبيعي

Akitu Chaldean New Year 7319